محمود الديدامونى Admin
المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 07/02/2008
| موضوع: محاولات للتلصص السبت نوفمبر 08, 2008 6:50 am | |
| [img][/img] محاولات للتلصص والتنصل "1" كلما حكت جدتي عن الجان الذي غرس عمى المسلة في ظهره . وحمل عليه روت البهائم ، كلما أحسست بالنشوة التي يحياها عمى ، متجها نحوه طالبا المزيد من الحكايات ، يفتر ثغره عن ابتسامة ، ويبدأ بالحكى . "2 " عندما كبرت قرأت كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة ، وقصص الأنبياء ، وعرفت قصة سيدنا سليمان ، لم يتصور عقلي أن عمى كان يحاول الاقتراب من صورة البطل فى كل ما قرأت . " 3 " ظل التساؤل يلح على عقلى ، كيف استطاع أن يروض الجان ، ماذا يملك من طاقة أو قدرات ، ولماذا لم يتركنا نتعلم منه كيف يفعل ذلك ؟.. السؤال الأكثر إلحاحا .. كيف رحل عمى ؟ ولماذا لم نعد نره ؟ ( ملحوظة ) ... عمى لم يكن يتوضأ باللبن " 4 " أوصت جدتى أختى بوصايا عشر ، كانت أختى خجلة ، هبت فيها جدتى بصوت آمر ولهجة صارمة ، فانتبهت ... استجمعت أذناى نصائحها.. لا أعرف ما الذى جعلنى أربط بين جدتى وزوجة مالك بن عوف . " 5 " ليلة الزفاف ،كانت جدتى تتكىء على الكنبة المقابلة لباب وسط الدار ، إذا بذكر حمام يضرب بجناحيه من حين إلى آخر يدور حولها فى محيط نصف دائرة ، انتبهت إليه ، ضربت على صدرها ، وانسابت منها صرخة فى الفضاء . " 6 " انفض السامر ، أخذنا نتابع عبر الشاشة سقوط برجي أمريكا ، فى كل مرة تقول الجدة : فعلها الجان .. (ملحوظة ) : لا أستطيع تنحية عقلى جانبا ... فلقد تخيلت ارتباطا بين ذكر الحمام وهدهد سليمان . " 7 " عندما يخلد الجميع للنوم ،تظل جدتى تدعو الله ، توشوش فى خفاء حمامها .. أتلصص دائما لمشاهدة طقوسها الليلية .. " 8 " كالعادة أصحو معها لصلاة الفجر ،بينما تتوضأ ، لم تستطع ، كان الصنبور لا يضخ غير دماء . انسحبت مع جدتى للتيمم . " 9 " ليلة سقوط التمثال ، وصعود الناس فوقه ، وضربه بالنعال ، كوًم فى ذاكرتي صورة مريرة للوهن المعيش ، واسترجع من ذاكرتى كل ما قرأت عن القهر . " 10 " صور مفزعة تتراءى أمام العين ، المستجيرين بالمساجد ، تحصدهم رصاصات حمقاء لرعاة البقر .
" 11 " أوراق الكوتشينة التي انتشرت فى البلاد ، لم ترهب الناس فى أن يخفونها بين جلودهم ، مما جعل راعى البقر الجريح يعمل مشرطه .. مزق الجلد ، وانسابت الأوراق واحدة تلو الأخرى ، بينما ظلت جدتى على عهدها بالدعاء ووشوشة حمامها الزاجل . " 12 " حالات من التناقض تنتاب جدتى ، فرح ثم حزن ، حزن ثم فرح .. فى كل الأحوال تتحدث عن عمى .. لم أدر ما الذى جعلنى أربط بين عمى وبين أبو مصعب الزرقاوى .
" 13 " كالعادة ، تجلس أمام التليفزيون ،كانت محاكمة صدام ، رغم اعتراف الراعي أمام العالم بخطأ معلومات قيام الحرب – مع الفارق – لم أعرف ما الذى طرأ على ذهنى وسيطر على كيانى فى الربط بين محاكمة صدام ومحاكمة عمر المختار .
"14 " على غير عادتها هزتنى من كتفى آمرة : انهض لعمك ، تملكتنى الدهشة ، لطمتنى على وجهى ..لم أتحرك ، صرخت فىٌ ، تخاذلت عن الخروج ، فأنا لا أعرف أين يكون عمى . ابتسمت الجدة قائلة : انهض عمك سيجدك كى يعلمك حيل الجان
" 15 " تواترت كل المشاهد أمام عيني ، تذكرت ليلة سقوط بغداد فى مسلسل الفرسان ، تذكرت .... تواريت خلف مطالب جدتى ، واحتشدت للحصاد | |
|